فضلُ العالِمِ على العابدِ

من كلام سيد المرسلين

فضلُ العالِمِ على العابدِ

وَرَدَ في جامعِ الترمذيِّ بإسنادٍ صحيحٍ من حَديثِ أبِي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه كانَ رجلانِ أحدُهُمَا عابدٌ والآخرُ عالِمٌ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَضلُ العَالِمِ على العابدِ كفَضلِي على أدنَاكُم، وإنَّ اللهَ وملائكتَهُ حتَّى الحيتان فِي البحرِ ليُصَلُّونَ على مُعَلِّمِ الناسِ الخيرَ" وذلكَ لأنَّ العلمَ يُصلِحُ اللهُ بهِ فَسادًا كبيرًا ويُنْجِي اللهُ بهِ من المهالكِ خَلقًا كثيرًا.
وهذه المفاضلة المذكورة في هذا الحديث هي بين عالِم هو حق العالِم وبين عابد هو حق العابد، وأما إذا خلا العالِم عن حقيقة العلم والعمل فإنه لا يكون له هذا الفضل وكذلك العابد إذا لم تكن عبادته على قواعد الشرع وموافقة الأحكام فإنها كالعدم فالعابد الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من كان يعرف ما يصحح به عبادته ليس الذي يتعبد على الخلل ولا يعرف كيف تصح صلاته وطهارته، فإن هذا على خطر عظيم من الهلاك.